هذه المدونة مخصصة لتنمية مهارات تصميم تقنيات التعليم لدى طلاب كلية التربية بقسم المناهج في جامعة البعث

قائمة المدونات الإلكترونية

السبت، 25 يناير 2020

مقدمة عن تقنيات التعليم



             

عزيزي القارئ بعد دراستك لهذا المحتوى يتوقع منك   أن تكون قادراً على : 

 توّضح مفهوم تقنيات التعليم .
 تبيّن وظائف تقنيات التعليم.
 تبيّن دور كل من المعلم والمتعلم في عصر تقنيات التعليم.
تكّون اتجاهات إيجابية نحو التقنيات التعليمية.
تُحّسن التقنيات التعليمية المتوفرة في البيئة المحلية.

مقدمة : 
حرص التربويون في فترةٍ مبكرةٍ على توظيف تقنيات الاتصال المختلفة التي بدأت تظهر هنا وهناك في خدمة العمليَّة التعليميَّة. فبدأ الاهتمام بوسائل العرض المرئيَّة، وبعدها المسموعة، وظهرت الوسائل السمعيَّة والبصريَّة كميدانٍ تربويٍّ جديد، ثم بدأ يظهر في الأدب التربوي مصطلح تقنيات التعليم، وتحول الاهتمام من مجرد استخدام الوسائل السمعيَّة البصريَّة إلى دراسة عمليَّة الاتصال بين المرسل والمستقبل في الموقف التعليمي، وإعداد الرسالة التعليميَّة واستخدام قنوات الاتصال المناسبة.
وفي مرحلةٍ حدث تطور آخر في مجال تقنيات التعليم نحو الاهتمام بالبيئة التعليميَّة كاملة، المعنويَّة والماديَّة، وتصميم الموقف التعليمي بجميع مدخلاته وعملياته ومخرجاته، وأصبح مفهوم النظام، والأسلوب النظامي، مضامين جوهريةً في مفهوم تقنيات التعليم، وأصبحت الوسائل التعليميَّة جزءاً من منظومةٍ شاملةٍ تضم الإنسان والأفكار والأساليب والأدوات والإدارة وجميع ما يؤثر في الموقف التعليمي.
لقد تطوَّر مفهوم تقنيات التعليم نتيجةً لدراساتٍ عديدة واعتماداً على نظريات تربويَّة حديثة، خلصت بعمومها إلى قصور المفهوم المرتبط بالأجهزة والأدوات عن تحقيق الأهداف المرجوة من هذا الميدان المهم، وهذه حقيقة يدركها كل من ينظر إلى الأجهزة التعليميَّة المكدسة في المدارس والمُؤسَّسات التربويَّة.
وأحدثت التطوُّرات التقنيَّة الأخيرة، تغييراً في كثير من المفاهيم التربويَّة السائدة، طالت النظم الإداريَّة، وبناء المناهج الدراسيَّة، والبرامج التدريبيَّة، بل ظهر من ينادي بمراجعة الشكل القائم للمدرسة، ومن يجادل بضرورة وجودها، في ظل وجود طرائق المعلومات السريعة، ونظم الاتصال عبر الأقمار الصناعيَّة، والملتيميديا، والهايبرميديا، والصفوف والمعامل الافتراضية، وما إلى ذلك من مفاهيم تقنيَّة جديدة.

مفهوم تقنيات التعليم : 
يرتبط المفهوم الشائع لتقنيات التعليم بالأجهزة والآلات، وأول ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن تقنيات التعليم، معارضُ الوسائل التعليميَّة في المدارس، وتصوير النشاطات التربويَّة، وتشغيل وحدة الصوت في اللقاءات العامة، وعند الحديث عن الإنجازات في مجال تقنيات التعلُّم، فسرعان ما يبدأ الحديث عن عدد الأجهزة المتوافرة في المدارس، وشبكات الحاسب والملتيميديا والإنترنت.
لقد كان هذا الفهم لتقنيات التعليم مقبولاً في بدايات تشكُل هذا المجال، إذ انه جاء انعكاساً لحركةٍ جديدةٍ في العشرينيات اهتمت بإدخال التقنيات السمعيَّة البصريَّة في عمليَّة التعليم، وكان هذا المفهوم مرادفاً لعبارة "التدريس بوساطة المعينات السمعيَّة البصريَّة".
ولكن هذا المجال سرعان ما بدأ يتطوَّر، ويوظف الاتجاهات التربويَّة المتوالية، ونظريات التعلُّم، وعلم نفس التعلُّم، في طرائق التدريس باستخدام الوسائل التعليميَّة، إلى أن وصل مصطلح تقنيات التعليم إلى مفهوم أكثر شمولاً وتعقيداً كما سيتضح.
هذا الخطأ الشائع في النظر لتقنيات التعليم قد يرجع إلى أن التقنيَّة بالنسبة إلى الكثيرين تعني الآلات والأدوات الإلكترونيَّة التي تمثل الجوانب الملموسة من التقنيَّة التي تستخدم في مناحي الحياة اليوميَّة، وتغيب عن الذهن في حمى الانبهار التقني، الجوانبُ غير الملموسة في التقنيَّة، وهي العمليات والنظم والمهام المعقدة التي ينبغي تخطيطها، وإدارتها، وتقويمها، للحصول على المنتجات المرغوب فيها، ومن هنا تأتي أهمية تعريف التقنيَّة بأنها "التطبيق المنظم للمعرفة العلميَّة"، ليُؤكِّد على أن الآلة تعتمد على الأسلوب (النظام أو العمليَّة أو الطريقة) وهي تُعَدُّ جزءاً بسيطاً من هذا الميدان الواسع.
فتقنيات التعليم تشمل إذاً الجانبين النظري والتطبيقي، إذ إنّها تقدم إطاراً معرفياً لدعم التطبيق، وتوفر قاعدة معرفيَّة حول كيفيَّة التعرُّف على المشكلات التعليميَّة وحلها، ويعتمد ميدان تقنيات التعليم على كل ما تنتجه حقول المعرفة المختلفة، التربويَّة بشكلٍ خاص، والعلوم النظريَّة والتطبيقيَّة بشكلٍ عام، في بناء مجال معرفي يُعنى بتصميم العمليَّة التعليميَّة وتطويرها وتنفيذها وتقويمها، ولذلك فقد عُرفت تقنيات التعليم بأنها عمليَّة منهجيَّة مُنظَّمة في تصميم عمليَّة التعليم، والتعلُّم، وتنفيذها وتقويمها، في ضوء أهداف مُحدَّدة تقوم أساساً على نتائج البحوث في مجالات المعرفة المختلفة، وتستخدم جميع الموارد المتاحة البشريَّة، وغير البشريَّة، للوصول إلى تعلم أكثر فاعليَّة وكفاءة.
وفي هذا الإطار يتجاوز المفهوم الحديث للتقنيات التعليم "الرقع المحدودة من الوسائل السمعيَّة والبصريَّة التي ندخلها على نظام تربوي تقليدي" ويتجاوز "البعثرة والهدر" في المصادر التعليميَّة، يتجاوز ذلك كله إلى "التطبيق المنهجي المنظم لكل حصاد المعرفة العلميَّة والتقنيَّة على عمليَّة اكتساب المعارف واستخدامها".
ولذلك فإن تقنيات التعليم علمٌ مُتجدِّد لا يقف عند حدود استخدام الأجهزة التعليميَّة وصيانتها، بل إنه يتأثر بالتغيُّرات النظريَّة التي تواجه المجال وتطبيقاته، ولهذا كان التطوُّر في مجال تقنيات التعليم موازياً للتطوُّرات في النظريات ذات العلاقة، والمتتبع للتغيُّرات التي طرأت على تعريفات المجال منذ العشرينيات، وحتى الآن يلحظ كيف تأثر المجال بالتحوُّلات النظريَّة من مدرسة علم النفس السلوكيَّة إلى المدرسة الإدراكيَّة إلى المدرسة البنيوية.
 وظائف تقنيات التعليم: 

الوظيفة الأولى :الإثارة والتحفيز

لقد بينّت الدراسات التربويّة لمختلف مراحل التعلّيم من رياض الأطفال إلى الجامعات أنّ وجود المثيرات المادية المحسّوسة خلال الحصة الدرسيّة يمنع تشّتت الذهن ويخفّف من الشرود عن الموضوع.
تقنيات التعليم ليست فقط أجهزة ومنتجات للصناعة والشركات فأي شخص يستمتع بمشاهدة فيلم روائيّ أكثر من قراءة الرواية ذاتها ويستطيع متابعة الفيلم مدّة ثلاث ساعات دون الإحساس بالزمن ويستطيع الإجابة عن أيّ سؤال يتعلق بالشخصيات أو البيئة بوقت أقل .

الوظيفة الثّانية: السّرعة في تقديم المعلومات:

كي نشرح للمتعلّمين عملية انتاش حبة القمح من حبة إلى سنبلة يتّطلب منّا أشهر لمتابعة هذه الحصّة لكن بتصوير مراحل الانتاش لحبّة القمح نستطيع خلال نصف ساعة شرح هذه العمليّة وكذلك عمليّة صناعة العسل .
نلاحظ أنّ تقنيات التعليم لم تعد منهاجاً مزاجياً يستخدمه البعض ويهمله البعض الآخر.
فتقنيات التعليم في العصر الراهن مع تطوّر العلوم والمعارف أصبحت من الأهميّة بحيث لا يمكن لحصّة درسيّة أن تحظى بمردود تعليمي إيجابي بغياب تقنيات التعليم.

الوظيفة الثّالثة : تنظيم الوقت:

توّفر تقنيات التعليم الوقت في تقديم المعلومات كما توّفر الجهد لدى المعلم حيث أنّ إحضار الخارطة إلى الصف يوّفر على مدرّس الجغرافيا رسمها على السبورة.
وتوّفر أيضاً الكلفة المادية ( كي تشرح درس عن حياة الفيل كحيوان يمكن أن تحضر فيلم فيديو عن حياة الفيل بدل من أن تشتري الفيل من الهند وتنقله إلى قاعة الدرس) .

الوظيفة الرّابعة: الوظيفة التوجيهيّة : 

التوجيه الفكري: أنّ استخدام تقنيات التعليم في الحصة الدرسيّة ينمّي الإبداع لدى المتعلّم ويُفتق مواهبه حيث يحاول المتعلّم إيجاد علاقة بين معلوماته النظريّة السّابقة وبين الجانب التطبيقي الذي يجريه لاستخدام تقنيات التعليم فيتحقق التوجيه الفكري ( عند استخدام جهاز فيزيائي لإثبات أنّ المعادن تتمدد بالحرارة وتتقلص بالبرودة هذا يؤدي إلى تفسير ظاهرة أخرى وهي تمدد الكابلات الكهربائيّة صيفاً وتقلصها شتاءً).
التوجيه الجسدي: ويتجلّى في استخدام المتعلم لليدين حيث أنّ اليدين لعبت دوراً بتطّور الدماغ لدى الإنسان، فالإنسان وليد العمل واستخدام اليدين يساعد في تركيز المعلومة في الذهن والبراعة والمهارة في إعادة المعلومة والبراعة في تقديم المعلومة للغير.


مراحل التطّور التاريخي لمفهوم تقنيات التعليم : 

المرحلة الأولى : التعليم المرئي- التعليم المرئي والمسموع- التعلم عن طريق جميع الحواس. ( مرحلة التعليم البصري ):

المرحلة الثّانية : الوسائل التعليمية معينات للتدريس

( مرحلة الوسائل التعليمية ):


المرحلة الثالثة : الوسائط التعليمية وسيط بين المعلم
( المرسل ) والمتعلم ( المستقبل)  ( مرحلة الاتصال التعليمي )


المرحلة الرّابعة : الوسيلة جزء من منظومة التعليم : (مرحلة مدخل النظم).


والفيديو التالي يوضح مراحل تطور تقنيات التعليم : 





أجيال تقنيات التعليم : 




الجيل الأوّل : ويشتمل هذا الجيل على الخرائط والمصّورات والرسوم البيانيّة بأنواعها والمواد المكتوبة والمعارض والنماذج والمجسّمات والعيّنات والتمثيل والسّبورة ، وغيرها ويتّميز هذا الجيل بأنّه لا يتّطلب آلات ميكانيكيّة أو كهربائيّة .

الجيل الثاني : يشتمل على الكتب المطبوعة بأنواعها المدرسيّة وغير المدرسيّة ، وقد بدأ هذا التطّور باستخدام آلة الطباعة.




الجيل الثّالث: عرف الإنسان في القرن التّاسع عشر ، وفي مطلع القرن العشّرين كيف يستخدم الآلة في عمليات الاتصال ، وظهرت الصور الفوتوغرافية والشرائح والأفلام والمذياع باستخدام آلة الطباعة.



الجيل الرّابع : بدأ حديثاً جداً ، وتميّز بأنه يعتمد على الاتصال بين الفرد والآلة ، ومن الوسائل النموذجيّة لهذا الجيل : التعليم المبرمج وظهور استخدام الحاسوب.



أهمية تقنيات التعليم :
و يمكن تلخيص أهميّة استخدام الوسائل التّقنيّة للتعليم فيما يلي  :


  1. تحسين نوعيّة التعليم ورفع فاعليته من خلال: حل مشكلات ازدحام الفصّول وقاعات المحاضرات ، ومراعاة الفروق الفرديّة بين الطلاب.
  2.  مكافحة الأميّة وتدريب المعلّمين في مجال إعداد الأهداف التعليميّة وكيفية صياغتها وتعميم التعليم وإنتاج المواد التعليمية واختيار طرائق التدريس المناسبة.
  3. استخدام وتوظيف مجموعة من الوسائل في الموقف التعليمي يعمل على توفير تعلّم أعمق وأكبر أثراً ويبقى زمناً أطول.
  4. تعمل الوسائل التعليمية على إثارة اهتمامات الطلاب وهواياتهم وتجديد نشاطهم ومشاركتهم وإشباع حاجاتهم للعلم.
  5.  رفع إنتاجيّة المؤسسات التعليمية وتحسين مستوى الخريجين.
  6.  تساعد على رفع وتنميّة قدرة المعلّم على عرض وتقديم المادة العلمية.
  7. تساعد في توفير جو نفسي وتربوي في الفصّول الدراسيّة وداخل المعامل ومراكز مصادر التعلم.
  8. تقليل الزمن المستغرق في نقل المعلومات والمهارات والخبرات للطلاب.
  9. تتيح للمعلّم أو المدّرس التّعرف على نتيجة عمله فوراً من خلال التغذية الراجعة.
  10.  توضيح المفاهيم والألفاظ المجردة بوسائل حسية.
  11. المساعدة على تخطّي حدود الزمان والمكان و الإمكانيات الماديّة.
  12.  تنويع أساليب التعزيز التي تؤدي إلى تأكيد التعلّم.
  13.  توضيح المعلومات والأفكار.
  14. تقوّي العلاقة بين المتعلّم والمعلّم وبين المتعلّمين أنفسهم إذا أُحسن استخدامها بفاعليّة وكفاءة .

و يتضح ممّا سبق أن لتقنيات التعليم والوسائل التعليمية دور هام في العملية التعليميّة ولذا أصبحت في الوقت الحاضر ضرورة من ضرورات المدرسة الحديثة ويعدّ الاهتمام بها مظهراً من مظاهر العناية بالعملية التعليمية في جميع الدول.




دور المعلّم في عصر تقنيات التعليم: 

عند التدريس في ضوء المفهوم الحديث لتقنيات التعليم ووفق منهج النظم سنلحظ اختلافات كبيرة في دور كل من المعلّم والمتعلّم.
فلم يعد دور المعلّم قاصراً على التلقين والإلقاء بل أصبح للمعلّم دور أكبر وأشمل في العملية التعليمية والتربويّة فهو المصّمم والمبرمج التربوي الذي يوظّف جميع معطيات التقنية لخدمة الأغراض التعليمية فاستعماله الأمثل لتقنيات التعليم ومستجداتها التربويّة سيضاعف من فاعلية المعلّم ويساهم في نشر أكبر قدر ممكن من التعليم لأكبر قدر من المتعلّمين بوقت أقصر وبأفضل طريقة ممكنة.
وفي ضوء ذلك يمكن تلخيص الأدوار المناطة بالمعلّم بالآتي :
1- المعلّم موصل تربوي ومطّور تعليمي.
2- المعلّم قائد ومحرّك للنقاشات الصفيّة.
3- المعلّم مشرف وموجّه تربوي.
دور المتعلّم في عصر تقنيات التعليم
كما أشرنا فللمتعلّم في عصر تقنيات التعليم أدوار ومهام تختلف كثيرا عن دوره السابق في العملية التعليمية فالمتعلّم هو محور العملية التعليمية التربويّة، ولتحقيق ذلك فإنّ هناك بعض المبادئ الأساسية التي يمكن تحقيقها عن طريق التطبيقات التربوية لتقنيات التعليم وهي :


  1. أن يتعلّم المتعلّم بنفسه من خلال التعلم بالعمل والتعلم الذاتي.
  2. أن يتعلم كل طالب بحسب سرعته وقدراته الخاصة.
  3. أن يتعلّم الطالب قدراً أكبر من الخبرات والمهارات حين يقوم بتنظيم عملية التعليم.
  4. أن تعزز كل خطوة من خطواته بشكل فوري من خلال التغذية الراجعة من خلال استخدام التعليم المبرمج.
  5. أن يتقن المتعلم كل خطوة من خطواته إتقاناً تاماً قبل الانتقال إلى الخطوة التي تليها.
  6. تزداد دافعية المتعلم إلى التعلم عندما تُتاح له الفرصة بأن يكون مسئولاً عن تعلّمه ويُعطى الثقة بنفسه.


ملاحظة :

(تُرسل الإجابة على النشاط كتعليق داخل المدّونة متضمنة اسم الطالب )
روابط اثرائية يمكن الرجوع إليها  :
http:// wafa-alshehri : blogspot.com
 http:// tninoersy.blogspot.com http://m.authorstream.com http://nado1999.blogspot.com 
 http://dryousif- haroon.blogspot


تاريخ النشر :25/1/2020




ليست هناك تعليقات:

الفيديو التعليمي.

عزيزي القارئ بعد دراستك لهذا المحتوى يتوقع منك    أن تكون قادراً على :  توّضح أهمية استخدام الفيديو في التعليم. تكتسب مهارة تصمي...

دليل استخدام المدونة الالكترونية

Your Ad Spot

القائمة