هذه المدونة مخصصة لتنمية مهارات تصميم تقنيات التعليم لدى طلاب كلية التربية بقسم المناهج في جامعة البعث

قائمة المدونات الإلكترونية

السبت، 15 فبراير 2020

استخدام الحاسب في التعليم



عزيزي القارئ بعد دراستك لهذا المحتوى يتوقع منك   أن تكون قادراً على : 

  1. توّضح مفهوم الحاسوب في التعليم.
  2. تشرح أساليب استخدام الحاسوب في التعليم.
  3. تبرر الدواعي التربوية للحاسوب في التعليم.
  4. تبيّن مزايا التعلّم بالحاسوب .
  5. توّضح بعض برمجيات الحاسوب ومجالات استخدامها في التعليم.
  6. تكوّن اتجاه إيجابي نحو استخدام الحاسوب في التعليم.

تمهيد :

في عصرنا الحالي ، عصر ثورة المعلومات التي لا يستطيع أحدٌ التنبّؤ بحدودها ربما يكون الاستغناء عن الحاسوب أو الكمبيوتر قد أصبح من قبيل المستحيلات؛ إذ إن هذا الجهاز لم يترك مجالاً من مجالات الحياة المختلفة إلاّ دخله، ومن هنا أصبح من الضروري لكل متعلم أن يُتقن استخدامه حتى يسير في ركب الحضارة، ولا يعزل نفسه عن واقع الحياة المتسارع بقوة نحو التطور التكنولوجي .
 وفي مجال التربية والتعليم فإنّ التوّجهات التربوية المعاصرة تدعو إلى دمج التعليم بالتكنولوجيا الحديثة، كما تحثّ على استخدام التقنيات التفاعلية المتقدمة مثل الوسائط المتعددة والواقع الافتراضي؛ وبما إنّ الحاسوب يعدّ ناتجاً من نواتج التقدم العلمي والتقني المعاصر، كما يعد في الوقت ذاته أحد الدعائم التي تقود هذا التقدم فقد أصبح توظيفه في العمليتين التعليمية والتعلّمية محور اهتمام المشتغلين والمهتمين في الحقل التربوي . ومن هنا سنحاول في القادم من السطور إيضاح  مفهوم الحاسوب في التعليم وأهم الاستخدامات التعليمية للكمبيوتر في الآونة الأخيرة .


مفاهيم الحاسوب في التعليم : 

  قبل الحديث عن مجالات الحاسوب في التعليم لا بدّ من توضيح هذا المصطلح ودلالاته الحقيقية؛ إذ إنه يشير إلى  "  أيّ استخدام للحاسوب في حقل التربيّة والتعليم " ، ويتضمن جانبين أساسيين وهما : الحاسوب كموضوع للتدريس والحاسوب كوسيلة للتدريس .

 الحاسوب كموضوع للتدريس : يعني تدريس الحاسوب كمادة تعليمية شأنه شأن المواد الدراسية الأخرى ، بهدف إكساب الأفراد المعلومات والمهارات اللازمة للتعامل مع الحاسوب كنظم التشغيل والبرمجة، بهدف إعداد الأفراد لمهام تتطلب التعامل مع الحاسوب.
 الحاسوب كوسيلة للتدريس : يتضمن جميع استخدامات الحاسوب في الحقل التربوي أو التعليمي ما عدا استخدامه كموضوع للتدريس أو هدف في ذاته.


 الاستخدامات التعليمية للحاسوب: 

يُمكننا القول أنّ استخدم الحاسوب في الميدان التربوي مهم جداً؛ وذلك لأسباب عديدة من أهمها : 

1- يُعطي التلاميذ فرصة للتعلم وفق طبيعتهم النشطة، ويعزز لديهم إمكانية التعرّف على التكنولوجيا السائدة في المجتمع في الحاضر والتي يتطلع إليها العلم في المستقبل .
2- يُسهم بإمكانياته الهائلة في تطوير الإدارة التعليميّة وخاصة عمليات التسجيل والجداول الدراسية والامتحانات والنتائج وغيرها.
3- يُسهم في تحسين العمليات التعليمية ذاتها عن طريق تفريد التعليم وبرمجة المواد التعليمية وتطوير نظم تقديمها. 
وقد دلت الدراسات على زيادة التحصيل الدراسي عند التعلم بمعونة الكمبيوتر، وأنّه يُحّسن التعليم لدى التلاميذ ذوي الخبرات المنخفضة والبطيئين في التعلم ، كما دّلت أيضاً على اختزال زمن التعلم بالكمبيوتر بالمقارنة بالزمن المستغرق في الطرق التقليدية وأنّه يُحّسن الاتجاهات نحو استخدام الكمبيوتر في المواقف التعليمية وإذا كانت هذه بعض نتائج الدراسات العلمية فإن شركات الإنتاج وبعض رجال التعليم يرددون النتائج نفسها تقريباً ولكن بصيغ مختلفة ومن أمثلة ما يطرح في هذا المجال أن الكمبيوتر يساعد التلاميذ على الاكتشاف بأنفسهم والاستمتاع بالتعليم وعدم السلبية بما يقوم به التلميذ من تفاعل ونشاط ومشاركة وأنه يساعد في التنسيق بين اليد والعين ويعمل على التعلم الفردي وفق المعدل ويشجع على التفكير الابتكاري .


 استخدام الحاسوب في مواقف التعليم :   

 ربطاً بما سبق ومن خلال الاطلاع على الأدب التربوي المتعلق باستخدام الحاسوب فى التعليم فثمة شبه إجماع على ثلاثة أساليب أساسية لاستخدام الكمبيوتر في مواقف التعليم والتعلم وهي :
1- أسلوب التدريب والمران:
يُعرف أحياناً بأسلوب التمرين والممارسة أو صقل المهارات وهو يقوم على افتراض مؤداه أن المتعلم تعلّم مسبقاً المفاهيم والمبادئ والقوانين فى علم ما ، وبالتالي فالبرنامج لا يُقدّم مادة جديدة وإنما مجموعة متتابعة من الأسئلة والتدريبات لرفع مستوى أداء المتعلّم لمستوى الإتقان ولتحقيق أهداف تعليمية عُليا لم تتحقق بالتدريس التقليدي الجمعي ، إنّها تشبه الواجبات المنزلية، ولكنها تمارس بعيداً عن الورقة والقلم وهي موّجهة فى كل لحظة بالتغذية الراجعة(Feed Back)  الصحيحة مختلفة الصور والمستويات وتزّود المتعلم بالإرشادات للمتابعة ويستطيع المتعلم أن يمارس التكرار أو التوقف متى شاء إذا اقتنع أنّه أتقن المعلومات والمهارات المطلوبة .
2- أسلوب التدريس الخصوصي
يُشار إليه عادة بالتدريس بمساعدة الكمبيوتر وفيه يُفترض أنّ التلميذ يدرس المادة التعليميّة التى يتضمنها البرنامج لأول مرة ولذا يُقدّم المحتوى بما يتضمنه من مفاهيم ومعلومات ومبادئ ومهارات للمتعلّم فى صورة مباشرة متبوعة بما يلى :
سؤال يجيب عنه التلميذ ـ ثم تحليل للإجابة فتغذية راجعة يقدمها الكمبيوتر ـ ثم تقديم مادة جديدة تُقابل حاجة المتعلم إذا كان فى حاجة إلى ذلك، وقد يكون هذا الأسلوب خطياً يتعرض له جميع التلاميذ وقد يكون متشعباً يُراعي الفروق الفرديّة وهو الأكثر شيوعاً حيث يسير التلميذ وفق سرعته الخاصة ويُصبح البرنامج التعليمى من خلال الكمبيوتر بمثابة مُعلّم خصوصي قدير ، وناجح وصبور وذو كفاءة عالية.

3- أسلوب المحاكاة أو تمثيل المواقف:

هى تقليد محكّم لظواهر أو أوضاع حقيقيّة كما هي فى الواقع حيث توظّف إمكانات الحاسوب الهائلة فى برامج تقدّم للمتعلم بدائل حقيقية لخبرات لا يمكن استخدامها لخطورتها أو لحاجتها لكثير من الوقت والجهد ، ففي محاكاة بالحاسوب يتدّرب طالب الطب مثلاً دون خوف من أخطاء التشخيص والعلاج التي تؤدي إلى وفاة المريض ، ويتدّرب طالب الطيران المبتدئ على قيادة طائرة ، وطالب الاقتصاد يدرس قوانين السوق دون أن يبيع ويشترى بنقود حقيقية، وطالب الهندسة يتدرب على الإنشاءات والدوائر الكهربية ...الخ ، وفى كل الأحوال يبرمج الواقع على شكل معادلات تمثّل بدقة العلاقات المتبادلة بين مكوناتها المختلفة ، وعلى المتعلم أن يحلل ويرى عمليات التكامل والتركيب وبذلك يُصبح الحاسوب مختبراً تجريبياً لـه قدرة هائلة فى مجال التعلم المبنى على التجريب حيث تتاح الفرصة للمتعلم أن يشارك في تعلمه بشكل نشط ويتخذ القرارات بنفسه ويرتكب الأخطاء ويكتشف أسبابها ، مع مراعاة أن تكون درجة تعقد المحاكاة وتفاصيلها غير مبالغ فيها فيستهلك المتعلم وقتاً طويلاً بلا فائدة ، وأيضاً ليست بسيطة فيصبح موقف تمثيل لا يمت للواقع بصلة .

أساليب إضافية : إلى جانب الأساليب الثلاثة السابقة يضيف بعض التربويين أساليب أخرى مثل :

4- أسلوب التشخيص والعلاج:

ويتم من خلال اختبارات تشخيصية فى محتوى محدّد تمت دراسته ، وتشخيص أداء التلميذ وتوجيهه إلى موضوعات علاجيّة بطريقة جديدة مشوّقة يسير فيها وفقاً لسرعته الذاتية .

5- أسلوب الألعاب التعليمية:

وفيها تُتاح للتلميذ فرصة التعلّم باللعب وهي من أكثر البرمجيات شيوعاً ، فاللعبة مسّلية تتضمن فى سياقها مفهوماً محدداً أو مهارة معينة وتعدّ بذلك خبرات تعليمية توّفر التسّلية والإنتاجية والمتعة للمتعلمين فى جميع الأعمار .

6- أسلوب حل المسألة ( المشكلة ) :

اشتّقت هذه الطريقة من نظرية بياجيه وأبحاث الذكاء الاصطناعي وقدمها بابرت سنة 1973 ، وتعتمد على اعتبار الكمبيوتر وسيطاً لعرض البرنامج الذي يُشارك فيه التلميذ متطلباً درجة عالية من المهارة ، وغالبا ما يُقدّم بلغة اللوجو والكمبيوتر يقدّم للتلميذ مثالاً يحتذي به ليتجنب الخطأ ويشترك التلميذ بمحاولات في كتابة البرنامج ويمكن استخدام هذه الطريقة ابتداء من عمر12عاماً. ، وهو أسلوب يهدف إلى تنمية التفكير والقدرة على التحليل فى حل المسائل ، كما يرّكز على العمليات العقلية العليا كالتفكير المنطقي والناقد والاستدلال الرياضي والقدرة على الابتكار .

7 - أسلوب  نظم الحوار:

وهي نظم قائمة على إستراتيجية إرشادية كالمعلم الخصوصي، تعتمد على تقديم المعلومات عن طريق تبادل الحوار بين التلميذ والكمبيوتر فالبرنامج يطرح السؤال والتلميذ يُجيب والكمبيوتر يصحح الاستجابات الصحيحة وقد قدّم هذه الطريقة كاربونيل عام 1970 باللغة الإنجليزية وأطلق عليها إستراتيجيات التدريس.

8- أسلوب النماذج الرياضية :

هذه الطريقة محاولة لاستخدام أسلوب المعالجة الإحصائية والنظريات الرياضية في عملية التعلم ولا يُشترط أن يكون التعلم هنا في مادة الرياضيات.، فمن الممكن أن يكون تعلم مفردات اللغة بطريقة رياضية.
إنّ تطبيق هذه الطريقة يعتمد على إظهار المثير والاستجابة مقترنين على طريقة تداعي الاستجابات المرتبطة ، وقد قدّم لوبش وتشاينج سنة 1974 نموذجاً في حالات متتابعة وكل حالة تمثلّها ثلاث كلمات مرتبطة بتعلم سابق كان قابلاً للنسيان ، وأشارا إلى بناء النموذج ينبغي أن يكون على مدى معرفتنا وتوّقعنا لمعلومات التلميذ وأسلوبه الخاص في التعلم وأكد على ضرورة ردود الأفعال المتوقعة قبل بناء النموذج ثم تحديد مفردات اللغة المطلوب تعلمها وتصنيفها وتحديد عدد الكلمات المطلوب تعلمها في كل جلسة ، وكل هذا يسبق بناء النموذج الذي يتأثر شكله وطريقته بهذه العوامل.
ومن الجدير أن نذكر هنا أنّه على الرغم من الإفادة الكبيرة التي يمكن تحقيقها من خلال استخدامات الحاسوب في التعليم غير أنّ كل الأساليب السابقة تستلزم أن يتفاعل التلميذ مع برامج الكمبيوتر من خلال مواقف تعليم فردية وهذا للأسف غير متاح بأغلب المدارس، ممّا يحول دون توظيف الحاسوب في التعليم إلا في أماكن محدودة جدّاً .


 الدواعي التربوية لاستخدام للحاسوب في التعليم:  

عطفاً على ما سبق ذكره لا يُمكننا النظر إلى توظيف الحاسوب في التعليم في عصرنا الحالي بكونه ترفاً تربوياً يمكننا الاستغناء عنه؛ بل بإمكاننا القول إنّ ذلك بات حاجة ملّحة تستدعينا لتطبيقها للأسباب الآتية :

1 - تضخّم المواد التعليمية .
2- عجز الوسائل التقليدية .
3- المحاكاة.    
4- التعليم التفاعلي.
5- مساعد في تعليم المعوقين.
6- مصدر من مصادر المعلومات . 
 7- التدريب لاكتساب المهارة و التعليم الفردي والتعاوني.
9- عرض التجارب المخبرية ولأغراض البحوث العلمية.
10-  التكامل بين أنظمة العرض الأخرى وذلك عن طريق التحكم في إدارة وتشغيل الأجهزة .
11- تقنية معالجة الكلمات (تحرير النصوص).  
12- موضوعات القراءة والحفظ.
13- بنوك الاختبارات(صياغة نماذج مختلفة للاختبارات). 
14- الإبداع الفني ( الرسم والتصميم وغيرها).
15- الإبداع الموسيقي ( تعليم النظريات الموسيقية) 
16- أداة كشف وإبداع (التحكم والإتقان السلوكي).
17- تنمية مهارات حل المشكلات .  
18- التدريس والتعلم عن بعد. 
19- مشكلة ضعف المعلمين.  
20- يُستخدم في الألعاب التربوية.  


مميزات التعليم بمساعدة الحاسوب : 

  بعد الحديث عن ماهية الحاسوب في التعليم، وطرق توظيفه ، ودواعي استخدامه في هذا الإطار يجدر بنا ذكر أهم الفوائد التي يوفرها استخدام الحاسوب :
1- يحّقق الأهداف المرجوة أثناء الاضطرار إلى تفريد التعليم .
2- يحّقق تغذية راجعة فورية .
3- يحّقق عنصر التشويق المهم لدى لجذب المتعلمين .
4- يُساعد المعلم على تشخيص أفضل لنقاط الضعف عند الطالب. 
5- يحّقق أمنية طموحة وهي مراعاة الفروق الفردية في تعلم المواد الدراسية .
ويتوّفر في الحاسوب برمجيات مختلفة ومتنوعة في تسّلسلها من حيث أسلوب العرض أو الطريقة والحجم بما يُناسب أنماط التعلم المختلفة للطلاب؛ فالطلاب الذين لم يتعلموا من خلال الطرق التقليدية يمكنهم أن يستفيدوا من الطرق والاستراتيجيات الحديثة التي يوفرها الحاسوب. 
هناك اتفاق عام على أنّ زمن التعلم باستخدام الحاسوب لأي وحدة تعليمية أقل من زمن التعلم للوحدة نفسها باستخدام الطرق التقليدية.


بعض برمجيات الحاسوب ومجالات استخدامها في التعليم :

  من أهم البرمجيات المستخدمة في مجال التعليم ما يلى :

1- برنامج   MS -WORD: 

يعدّ هذا البرنامج من أكثر البرامج استخداماً لمعالجة النصوص في المؤسسات التعليمية ويُمكن للمعلّم استخدام هذا البرنامج في جميع التخصصات التعليمية وأهمية البرنامج في كونه يعمل على العديد إكساب المهارات مثل: الطباعة وتنسيق النصوص في الكتابة.

2- برنامج  MS-EXCEL:

يُستخدم في البيانات المجدولة ويُستخدم في تعليم دورات التقنية الإحصائية ، والحروف الميكانيكية والمواد التجارية ويُمكن عن طريقه يتم عمل الرسومات البيانية.

3- برنامج  MS-ACCESS:

يُستخدم لقواعد البيانات، وإعداد الملفات، وتنظيم المعلومات فيها واسترجاعها واستخراجها.

4- برنامج   AUTO CAD:

يُستخدم في عمل الرسم الهندسي والخرائط وهذا البرنامج يسّهل إنتاج رسومات معقدة ذات إبعاد مختلفة ويكسب المتعلم مهارة الإسقاط والرسومات الهندسية بشكل مجسم من الداخل .

5- برنامج  3D-STUDIO: 

يُستخدم لعمل الرسومات المتحركة في حال الرسم الهندسي المعماري ولعمل تصاميم إبداعية متعددة وعرضها.

6- برنامج CORAL DRAW:

يُستخدم لأغراض الرسم اليدوي حيث يتيح للمتعلم تغيير الشكل والأبعاد والحجم والألوان ويُستخدم لخدمة الأعمال الفنية من ديكور وتصاميم داخلية وتصميم الأزياء .

7 - برنامج بوربوينت :  Power Point :

أحد أهم البرامج السهلة والمبسّطة التي تُستخدم في عرض المعلومة وذلك من خلال عرض الشرائح بما تحويه من معلومات سبق إعدادها وتصميمها .


تاريخ النشر : 15/2/2020

ليست هناك تعليقات:

الفيديو التعليمي.

عزيزي القارئ بعد دراستك لهذا المحتوى يتوقع منك    أن تكون قادراً على :  توّضح أهمية استخدام الفيديو في التعليم. تكتسب مهارة تصمي...

دليل استخدام المدونة الالكترونية

Your Ad Spot

القائمة